responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 359


بسكينة من الله تعالى وتصبر عليه بقوة به عزّ وجلّ وعناية منه : * ( واصْبِرْ وما صَبْرُكَ إِلَّا بِالله ) * [ النحل : 127 ] . وهذا آخر شرح مقامات الصبر .
شرح مقام الشكر ووصف الشاكرين وهو الثالث من مقامات اليقين قال الله تعالى : * ( ما يَفْعَلُ الله بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وآمَنْتُمْ ) * [ النساء : 147 ] فقرن الشكر بالإيمان ورفع بوجودهما العذاب . وقال تعالى : * ( وسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ) * [ آل عمران : 145 ] . وروي عن النبي لله أنه قال : الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر . وقال ابن مسعود رضي الله عنه : الشكر نصف الإيمان . وقد أمر الله تعالى بالشكر وقرنه بالذكر في قوله تعالى : * ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ واشْكُرُوا لِي ولا تَكْفُرُونِ ) * [ البقرة : 152 ] . قد عظم الذكر بقوله : * ( ولَذِكْرُ الله أَكْبَرُ ) * فصار الشكر أكبر لاقترانه به ورضا الله تعالى بالشكر مجازاة من عباده لفرط كرمه لأن قوله تعالى : * ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ واشْكُرُوا لِي ) * [ البقرة : 152 ] خروج من لفظ المجازاة لتحقيق الأمر وتعظيم الشكر لأن الفاء للشرط والجزاء والكاف المتقدمة للتمثيل . فقوله تعالى : فاذكروني متصل بقوله : * ( كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ ) * * ( فَاذْكُرُونِي ) * * ( واشْكُرُوا لِي ) * [ البقرة : 151 - 152 ] . والمعنى كمثل ما أرسلت فيكم رسولا منكم فاشكروا لي . والعرب تكتفي من مثل بالكاف كما اكتفت من سوف بالسين في قوله تعالى : * ( سَنُؤْتِيهِمْ ) * * ( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ ) * [ الأعراف : 182 ] وهذا تفضيل للشكر عظيم لا يعلمه إلا العلماء بالله تعالى .
وقد روينا في أخبار أيوب عليه السلام : إن الله تعالى أوحى إليه : إني رضيت بالشكر مكافأة من أوليائي في كلام طويل . وفي أحد الوجوه من قوله عزّ وجلّ : * ( لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) * [ الأعراف : 16 ] . قال : طريق الشكر ، فلو لا أن الشكر طريق يوصل إلى الله تعالى لما عوّل العدو على قطعه ولو لا أن الشاكر حبيب ربّ العالمين ما نقصه إبليس اللعين في قوله تعالى : * ( ولا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ) * [ الأعراف : 17 ] وكذلك قال الله تعالى : * ( وقَلِيلٌ من عِبادِيَ الشَّكُورُ ) * [ سبأ : 13 ] . كما قال تعالى : * ( ولَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً من الْمُؤْمِنِينَ ) * [ سبأ : 20 ] . وقد قطع الله تعالى بالمزيد مع الشكر ولم يستثن فيه واستثنى في خمسة أشياء : في الإغناء ، والإجابة ، والرزق ، والمغفرة ، والتوبة . فقال تعالى : * ( فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ الله من فَضْلِهِ إِنْ شاءَ ) * [ التوبة : 28 ] وقال تعالى : * ( فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ ) * [ الأنعام : 41 ] . وقال تعالى : * ( يَرْزُقُ من يَشاءُ ) * [ البقرة : 212 ] * ( ويَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ ) * [ المائدة : 40 ] . وقال عزّ وجلّ : * ( ثُمَّ

359

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست