نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 9
ضل ابن ضل ان دخولك الجنة من المنكرات ولو جاز الغلط على رب العزة لقلت انه غلط بك وكان من حقك ان تصلى في الجحيم وقد صلي بها من هو خير منك ) . ويضرب الأعشى بكوز من ذهب فيقول له بعض الحاضرين في المجلس : ألا تخشى أن يمر ملك يكون بمثابة الحفظة في أهل الدنيا فيرفع الأمر إلى العلي الأعلى وقد استغنى ان ترفع إليه ، فيجر إلى ما تكرهان وقد اخرج أبو كما آدم من الجنة بأهون مما تصنعان ) . وفي الرسالة أحاديث دارت بين الشعراء والأدباء في النحو وفي اللغة وفي النقد الأدبي وفي المسائل الدينية ، وهكذا كانت رسالة الغفراء وعاء ضخماً افرغ فيه المعري ما عنده من طاقة لغوية وأدبية وتاريخية . ولم يسبق المعري إلى مثل هذا الموضوع ، فكانت رسالة الغفران مصدراً لما كتب أدباء الشرق والغرب من القصص الخيالية الممتعة . وأستطيع القول إن مصيبة الرجل في بصره مدت في خياله فجعل يتناول مواضيع لم يسبق إليها . وقد أوتي المعري ذكاءً حاداً ، وله طريقته الخاصة في التفكير وطريقة التعبير . وانه لمن المؤكد ان المعري قد سجل رأيه في كثير من المسائل اللغوية والنقدية في هذه الرسالة ، ومن ذلك أنه صنف سكان الجنة والنار اصنافاً وجعلهم مراتب بعضها فوق بعض ، فوضع في أقصى الجنة بيوتاً حقيرة واسكن فيها شعراء الرجز وقال لهم : لقد صدق الحديث المروي : « ان الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها » ، وان الرجز لمن سفساف القريض ، قصرتم أيها النفر فقصر بكم » . وهذا يدل على رأي المعري في الرجز ، ولم يكن ينظم شعراً على هذا البحر . 3 طبعت رسالة الغفران للمرة الأولى عام 1903 في مصر ، وهي ما تعرف بطبعة امين هندية . ثم طبعت اجزاء من هذه الرسالة شرحها الأستاذ كامل كيلاني ،
9
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 9