نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 7
يسر لي بلسن يمارس لي * وان أتتني حلاوة فبلس [1] وجاءه طلاب العلم من أنحاء البلاد الاسلامية يتلقون عنه العلوم حتى غصت داره بهم وكان شديد الحفاوة بتلاميذه يحوطهم بعنايته ورعايته ، وظل على هذه الحال إلى أن مرض ، وكان قد بلغ من العمر عتياً ، فوصف له الطبيب فروجاً فلما جيء به له مد إليه يده وهي ترتعش فما تحسسه حتى كف يده وقال : استضعفوك فوصفوك هلا وصفوا شبل الأسد ؟ ) . واستمر مرضه ثلاثة أيام قضى في نهايتها ودفن في المعمرة . وهنالك انطفأ مصباح شع علماً وأدباً وملأ الدنيا تغريداً وصداحاً ، إذ كان المعري كاتباً وشاعراً من آثاره النثرية ( شرح ديوان المتنبي والبحتري وأبي تمام ) ، وله كتاب ( الفصول والغايات ) كما له رسائل متعددة منها ( رسالة الغفران ) التي نحن في سبيل الحديث عنها . وأما آثاره المنظومة فمنها ( اللزوميات ) و ( سقط الزند ) و ( الدرعيات ) ، فهو إذن مفكر ، وكاتب ، وشاعر . 2 ورسالة الغفران قصة خيالية فيها رموز وإشارات ، وفيها احياناً تلميحات وتصريحات ، ظاهرها جواب على رسالة تلقاها المعري من أديب حلبي يسمى ابن القارح . ويستعرض المعري في رسالته ما يتعرض له الناس يوم الحشر ويصف حالة الناس فيتحدث عن الموقف وما يلقى الناس فيه من أهوال ، وتدور القصة حول علي بن منصور ( ابن القارح ) إذ يعجب من طول وقوفه في الحشر فيسعى إلى دخول الجنة قبل الناس . وهنا تحدث للرجال حوادث تدعو إلى الضحك والسخرية ، إذ يناقش جماعة من العلماء والشعراء في الموقف كما يناقش خازن الجنة