responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 6


ولد أبو العلاء أحمد بن عبد الله في سنة 363 ه‌ بمعرة النعمان بن بشير الأنصاري ، وسمي المعري نسبة إلى هذه البلدة . وعرفت أسرته بالفضل والعلم والأدب ، كان أبوه قاضي المعرة ، وكذلك جده ، وينتهي نسبه إلى عرب اليمن .
لاقى المعري في طفولته عناية بالغة من أبويه ، ولكن هذه العناية لم تمنع عنه تصاريف القدر إذ أصيب بالجدري ، فذهب بإحدى عينيه ثم انطفأت الثانية ، ولم يكد المعري يعد سني حياته على أصابع يده . ويتحدث هو عن نفسه فيخبرنا بأنه لم يعرف من مشاهد الدنيا غير لون الحمرة ، لون الثوب الذي كان يلبسه في مرضه وهو طفل . ولم يكن له مندوحة من الانصراف للعلم فأخذ أبوه بتلقينه العلم حتى شب ، ثم انهدم ركن حياته إذ مات أبوه وحاطته أمه برعايتها ، وكانت من أسرة حلبية غنية أعانت المعري على اتمام تحصيله في حلب . ثم نضج علمه واستقر في المعرة فترة من الزمن . ولم تهدأ نفسه ، فطاف سواحل الشام فعرفته أنطاكية واللاذقية وطرابلس ، وزار مكتبتها الضخمة ، وربما لزمها أياماً . وأخيراً عاد إلى المعرة يستجم من عناء الرحلة ، وسبقته شهرته إلى بغداد فاستقبله علماؤها بالحفاوة والترحاب ، ولقي في مختلف المجالس العلمية إكراماً واحتراماً لولا أنه أهين في مجلس الشريف المرتضى الذي أمر بطرده خارج المجلس ، فجر من قدميه وألقي في الشارع ، هذه الحادثة حزت في نفس المعري وجعلته ينكمش على نفسه وينزوي في داره .
ولم تطل إقامة المعري في بغداد فلم تمض عليه سنتان حتى عاوده الحنين إلى المعرة , وعندما بلغه أن أمه مريضة هب ليكون في قربها ، وترك بغداد عائداً ولكنه لم يدركها إذ ماتت قبيل وصوله ، وكان قد بلغ الثامنة والثلاثين ، وكانت أمه آخر عماد يلجأ إليه فرثاها أحر رثاء . واعتزل الناس والحياة العامة ولزم بيته ، وعزم على جنب أكل لحم الحيوان ونتاجه مكتفياً بالنبات ، وفي ذلك يقول :

6

نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست