responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 202


وأمَّا شكواه إليّ فإننّي وإيّاه لكما قيل في المثل : الثّكلى تعين الثكلى وعل ذلك حمّل الأصمعيُّ قول أبي داود :
ويصيخ أحياناً كما اس‌ * تمع المضلُّ دعاء ناشد كلانا بحمد الله مضلُّ فعلى من نحمل وعلى من ندلُّ أمّا المطيّة فآلية وأمّا المزادة فخاليةٌ والرّكب يفتقر إلى الحصاة وكلَّهم بهش للوصاة :
يشكو إلي جملي طرل السرى * صبر جميل فكلانا مبتلى إن اشتكت السَّمرة سفن العاضد إلى السَّيالة فإنَّها تشكو النّازلة إلى شاكٍ والصَّدق أفضل من الابتشاك . ولا أرتاب أنَّه يحفظ قول الفزازيِّ منذ خمسين حجَّة أو أكثر :
أعيين هلاَّ إذ بلت بحبِّها * كنت استعنت بفارغ العقل أقبلت تبغي الغوث من رجلٍ * والمستغاث إليه في شغل !
ولا يزل أهل الأدب يشكون الغير في كلَّ جيل ويخصُّون من العجائب بسجلٍ سجيلٍ . وهو يعرف الحكاية أنّ مسلمة بن عبد الملك أوصى لأهل الأدب بجزءٍ من ماله وقل : إنَّهم أهل صناعةٍ مجفوَّةٍ . وأحسب أنَّهم والحرفة خلُقا توأمين وإنما ينجح بعضهم في ذات الزُّمين ثمّ لا تلبث أن تزل قدمه ويتفرَّى بالقدر أدمه . وقد سمع في مصر بقصَّة أبى الفضل وسعيد وما كان أحدهما من الآخر ببعيد . وإذا كان الأدب على عهد

202

نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست