نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 19
نحن في عصرنا هذا . فالشروح الهامشية التي كان من عادة نساخ القرن الرابع اثباتها في ثنايا المتن ضمن علامات فارقة مصطلح عليها عندهم ، قد تغير وضعها في القرن الحادي عشر وأصبح موضعها المناسب في الهامش ، ولا شك ان طريقة النسخ قد تطورت في خلال هذه المدة الطويلة التي تفصل بين عصر المعري وعصر يوسف البديعي [1] . ولكن الدارسة الفاضلة ترفض هذه الطريقة أيضاً فتقول : « ولسنا ندري أكانت هذه الشروح هوامش في المخطوطة ، أم هي استخراجات من الناشر ، نقلها من « الغفران » وجعلها هوامش ، فيكون ذلك قولاً منه بهذه المسألة ، وهي ان هذه الشروح المعترضة ليست أصلاً من متن الغفران ، بل هي حواش املاها « أبو العلاء » على تلاميذه ولم يقصد ان يضعها في رسالته إلى ابن القارح ؟ » . والحقيقة التي أثبتناها عن الطريقة القديمة لوضع الهوامش تدل بوضوح على أن شروح أبي العلاء هي من متن الغفران ولا شك ، ولكن على اعتباراتها هوامش لا استطرادات أو شروح معترضة كما تزعم الدكتورة عائشة عبد الرحمن . وانني أؤكد هنا أن المعري قد أملى رسالته إلى ابن القارح بما فيها من شروح هامشية ، وكان يقصد ان يطلع ابن القارح على تلك الشروح ، ولم تكن أبداً « حواش أملاها أبو العلاء على تلاميذه » لينتفعوا بها والثابت عندي أيضاً أن تلاميذ المعري قد أخذوا عنه العلم مباشرة دون اللجوء إلى كتاب مخطوط له لقراءته في حضرته ، فإذا حضر الماء فلا لزوم مطلقاً للتيمم . 7 وإني في هذه الطبعة الجديدة لرسالة الغفران قد وضعت شروح أبي العلاء الهامشية ضمن هذه الإشارة [ . . . . . ] أي حسب طريقة النسخ القديمة في
[1] إننا ، في هذه المناسبة ، نضع أيدينا على أول تطور علمي لطريقة النسخ والتأليف ، وجدير بأولى الاختصاص الاعتناء بهذه الظاهرة ودراستها .
19
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 19