نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 18
تقول الدارسة : وإنك لتكاد تنسى الموضوع الأول الذي كان يحدثك فيه من قبل إلى أن يذكرك به ، رجع أبي العلاء إليه ، وهو لا ينسى ما كان فيه قبل أن يمضي مستطرداً » . فإذا كنا نحن ننسى ، بعد أن خلطنا الشروح بالمتن ، فان المعري لا ينسى بالتأكيد لأنه يعلم تمام العلم انه يضع تفسيراً أو شرحاً هامشياً لا استطراداً كما زعمت الدكتورة عائشة عبد الرحمن . فإذا أردنا أن نكون كالمعري « لا ننسى » فما علينا إلا أن نضع شروح أبي العلاء في مكانها الطبيعي ، أي في الهامش الذي تغير وضعه الآن عما كان عليه في الماضي . واني أو أفق السيدة الفاضلة ان هذه التفسيرات لم تكن سوى مظهر لعرض ثروته اللغوية ووسيلة إلى كشف المكنون من ذخيرته فيها . ويبدو ان المحققة الفاضلة قد التبس عليها الأمر فظنت ان المؤلف لا يحق له أن يشرح أو يفسر بعض كلماته أو فقراته ، أو - ان فعل ذلك - فان عليه أن يضعها في ثنايا المتن لا في الهامش على اعتبار أن « الهامش » هو من حق من يتقدم لشرح المتن أو يعلق عليه ، ثم تأتي وتأخذ على المؤلف شروحه وتفسيراته وتعتبرها استطرادات مملة سامجة . ان كل ما أستطيع قوله في هذا المقام ان الدكتورة عائشة عبد الرحمن قد أخطأت في تحقيق نص رسالة الغفران تحقيقاً علمياً كاملاً لأنها اعتبرت شروح أبي العلاء داخلة في ثنايا المتن ، ولم تحاول وضع هذه الشروح الهامشية في موضعها المناسب على طريقتنا الحديثة ، أي في أسفل الصفحات ، مع اعطاء كل تفسير أو شرح علامة خاصة تبين وضعه المناسب في المتن وفي الهامش . ولا ريب ان يوسف البديعي ( وهو من أدباء القرن الحادي عشر ) قد فطن إلى هذه الحقيقة ، فأورد في كتابه « أوج التحري عن حيثية أبي العلاء المعري [1] » قطعة طويلة من « الغفران » وجعل شروح أبي العلاء في هامش الكتاب كما نفعل