responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 17


الاحتمال القائل بأن « التلاميذ » كتبوها في المتن . ولكني ارفض أن يكون المعري قد أورد هذه الاستطرادات وتلك المعترضات في ثنايا المتن ، وبذلك يفسد المشاهد الجميلة التي تحدثت عنها الدارسة . فأبو العلاء لا يرتكب مثل هذا الغلط الشنيع ، وما هذا الذي ظنته صاحبتنا الفاضلة استطراداً وشروحاً معترضة الا شروح أبي العلاء الخاصة التي يجب أن توضع في الهامش حسب طريقتنا الحديثة .
ولا يفوتني أن اذكر المحققة الجليلة ان من عادة النساخ القدامي كتابة الشروح والتفسيرات والتعليقات بمداد لونه يغاير لون المداد المكتوب به المتن ، أو وضع علامة خاصة في بداية الشرح أو التفسير ، ووضع علامة مماثلة في نهايته . وأغلب الظن ان الدكتورة عائشة عبد الرحمن قد غاب عنها هذا الأثر أو أنها لم تنتبه إليه ، فنقلت نص رسالة الغفران مع الشروح الهامشية الداخلة فيه على طريقة النساخ القدامي دون أن تضع هذه الشروح في أسفل الصفحات على عادتنا في هذه الأيام ، فوقعت بذلك في خطأ كبير ما كنت أحسب انها تقع فيه .
أما ما ظنته استطراداً يستغرق أكثر من نصف الرسالة ( أي الرحلة إلى العالم الآخر ) ساق إليه تقدير أبي العلاء لما افتتح به ابن القارح رسالته من تمجيد الله ، فإنه ليس من الاستطراد في شيء ، وكل ما في الأمر ان المعري كان يلهو بابن القارح فأراد أن يدخله هذا العالم الذي يؤمن به فرسمه له ساخراً هازلاً . ولقد سبق لنا القول إن المعري لا يؤمن بالجنة والنار ، ولا شك ان الصورة التي رسمها المعري للعالم الآخر ما هي الا تصوراته الخاصة مطعمة بآيات القرآن وما جاء في الأخبار عن اليوم الآخر وأحواله . وقد بلغ المعري ذروة السخرية والهزل عندما مزج تصوراته الخيالية وما قالته الأساطير والخرافات عن اليوم الآخر بالآيات القرآنية وما ثبت من الأحاديث النبوية الشريفة . لقد خلط ما هو بحكم الخيال والخرافة مع ما هو بحكم الحقيقة حول الجنة والنار ، أوليس هو القائل في اللزوميات :
أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما * دياناتكم مكر من القدماء ؟ !

17

نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست