نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 16
اجتناء ، كل شجرة منه تأخذ ما بين المشرق إلى المغرب بظل غاط ، ليست في الأعين كذات أنواط ، وذات أنواط - كما يعلم - شجرة كانوا يعظمونها في الجاهلية » . قوله « يعلم » هنا - يعني ابن القارح - دليل على وجود الشرح في أصل « الرسالة » الموجهة إليه . واقرأ مثل قوله في « الغفران » عندما أراد ان يفسر بيت الأعشى : نبي يرى ما لا يرون وذكره * أغار لعمري في البلاد وانجدا وهو ( أي ابن القارح ) - أكمل الله زينة المحافل بحضوره - يعرف الأقوال في هذا البيت ، وإنما أذكرها لأنه قد يجوز ان يقرأ هذا الهذيان ناشئ لم يبلغه ذاك : حكى الفراء وحده أغار في معنى غار إذا أتى الغور ، وإذا صح هذا البيت للأعشى فلم يرد بالإغارة إلا ضد الانجاد . . » . فهذا الشرح المقحم في متن النص ، لم يمله أبو العلاء حاشية ، ولا كان يوجهه إلى تلاميذه وحدهم ، وإنما خاطب به ابن القارح ، محتاطاً عن اتهامه بالجهل بقوله : « وهو يعرف الأقوال في هذا البيت » ومعتذراً عن إرسالها إليه بأنه « قد يحوز ان يقرأ هذا الهذيان ناشئ لم يبلغه » ما يعرف الشيخ من أقوال اللغويين فيه . ثم تنتهي الدارسة الجليلة إلى القول : هي اذن ظاهرة من الظواهر الاسلوبية للغفران ، لا تكاد تخطئها في صفحة من صفحاتها إلا قليلاً ، وقد بلغ من ولع أبي العلاء بها ، ان ضحى في سبيلها - كما فعل في الاستطراد - بوحدة السياق ولع أبي العلاء بها ، ان ضحى في سبيلها - كما فعل في الاستطراد - بوحدة السياق ونسق الجمل ، وترتيب المعاني ، ليرضي رغبته في استيفاء تلك الشروح المقحمة ) . 6 وإني اوافق الدراسة الجليلة على أن المعري كان يقصد حين أملي تفسيراته وشروحه أن تسجل في رسالته إلى ابن القارح ، وإني ارفض - تبعاً لذلك ،
16
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 16