نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 163
فيقول أدام الله تمكينه : من ثمَّ أتيت ! أما علمت أنّ ذلك الرجل عاندٌ وفي جبال المعصية ساندٌ فعلام اطَّلعت من مذهبه : أكان موحِّداً أم وجدته في النُّسك ملحداً فيقول الأخطل : كانت تعجبه هذه الأبيات : أخالد هاتي خبِّريني وأعلني * حديثك إنَّي لا أسرُّ التنّاجيا حديث أبي سفيان لمّا سما بها * إلى أحدٍ حتى أقام البواكيا وكيف بغى أمراً عليَّ ففاته * وأورثه الجدُّ السَّعيد معاويا وقومي فعلَّيني على ذاك قهوةً * تحلَّبها العيسيُّ كرماً شآميا إذا ما نظرنا في أمورٍ قديمةٍ * وجدنا حلالاً شربها المتواليا فلا خلف بين النَّاس أنَّ محمّداً * تبوّأ رمساً في المدينة ثاويا فيقول جعل الله أوقاته كلَّها سعيدةً : عليك البهلة ! قد ذهلت الشّعراء من أهل الجنّة والنَّار عن المدح والنَّسيب وما شُدهت عن كفرك ولا إساءتك . وإبليس يسمع ذلك الخطاب كلُّه فيقول للزَّبانية : ما رأيت أعجز منكم إخوان مالكٍ ! فيقولون : كيف زعمت ذلك يا أبا مرّة فيقول : ألا تسمعون هذا المتكلِّم بما لا يعنيه قد شغلكم وشغل غيركم عمّا هو فيه ! فلو أنَّ فيكم صاحب نحيزةٍ قويَّةٍ لوثب وثبةً حتى يلحق به فيجذبه إلى سقر . فيقولون : لم تصنع شيئاً يا أبا زوبعة ! ليس لنا على أهل الجنَّة سبيلٌ . فإذا سمع أسمعه الله محاَّبه ما يقول إبليس أخذ في شتمه ولعنه وإظهار الشَّماتة به . فيقول عليه اللَّعنة : ألم
163
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 163