نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 15
والومد - والومد : شدة الحر وسكون الريح - كما قال أخوكم النميري : كأن بيض نعام في ملاحفها * جلاه طل وقيظ ليله ومد وأنا رجل مهياف - أي سريع العطش - فافتكرت أمراً لا قوام لمثلي به ، ولقيني الملك الحفيظ بما زبر لي من فعل الخير ، فوجدت حسناتي قليلة كالنفأ في العام الأرمل - والفنا : الرياض . والأرمل : قليل المطر . . ) . بمثل هذه القسوة يعبث أبو العلاء بوحدة السياق ليشرح لفظاً أو يفسر شاهدا [1] ) . 5 هذا هو رأي الدكتورة عائشة عبد الرحمن في شروح وتفسيرات أبي العلاء ، والمحققة الفاضلة لا تحيد عن هذا الرأي قيد أنملة ، وتصر - بعناد - على إثباته . وقد ردت « احتمال أن تكون هذه الشروح ليست من صلب المتن ، وان أبا العلاء لم يملها لتكتب في رسالته إلى ابن القارح ، وانما كان يفسير بها لتلاميذه - الذين كانوا يحيطون به ويكتبون عنه - ما يعرض له من مسائل لغوية ، أو يشرح لهم ما يظنه غامضاً على بعضهم فكتبها التلاميذ في المتن ، ولم يكن مقصد أبي العلاء أن تكون فيه » . وقالت المحققة الفاضلة : ان الشيخ كان يقصد - حين أملاها شارحاً معترضاً - ان تسجل في رسالته إلى ابن القارح . والتمست ، لاثبات صحة رأيها هذا ، بعض الأمثلة في « الغفران » : يقول مثلاً : « فقد غرس لمولاي الشيخ الجليل . . . شجر في الجنة لذيذ