نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 140
فإنّ فعلاً لا يجمع على ذلك وإن كنت سكنت الباء فقد أسأت لأنَّ تسكين الفتحة غير معروفٍ ولا حجَّة لك في قول الأخطل : وما كلُّ مغبونٍ إذا سلف صفقةً * براجع ما قد فاته برداد ولا في قول الآخر : وقالوا : ترابيُّ فقلت : صدقتم * أبي من ترابٍ خلقه الله آدما لأنَّ هذه شواذٌّ فأمَّا قول جميل : وصاح ببينٍ من بثينة والنَّوى * جميعٌ بذات الرَضم صردٌ محجَّل فإنَّ من أنشده بضمِّ الصَاد مخطئ لأنَّه يذهب إلى أنَّه أراد الصُّرد فسكَّن الراء وإنَّما هو صردٌ أي خالصٌ من قولهم : أحبك حباً صرداً أي خالصاً يعني غراباً أسود ليس فيه بياضٌ وقوله : محجَّلٌ أي مقيَّد لأنَّ حلقة القيد تسمَّى حجلاً ، قال عدي بن زيد : أعاذل قد لاقيت ما بزع الفتى * وطابقت في الحجلين مشي المقيَّد والغراب يوصف بالتَّقييد لقصر نساه قال الشاعر : ومقيّدٍ بين الدِّيار كأنَّه * حبشيُّ داجنةٍ يخرُّ ويعتلي فيقول بشَّارٌ : يا هذا ! دعني من أباطيلك فإنِّي لمشغولٌ عنك . ويسأل عن امرئ القيس بن حجر فيقال : ها هو ذا بحيث يسمعك . فيقول : يا أبا هند إنَّ رواة البغداديين ينشدون في قفا نبك هذه الأبيات بزيادة الواو في أوَّلها أعني قولك : * وكأنَّ ذرى رأس المجيمر غدوةً *
140
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 140