responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 139


إبليس أفضل من أبيكم آدمٍ * فتبيَّنوا يا معشر الأشرار النّار عنصره وآدم طينةٌ * والطِّين لا يسمو سموَّ النّار لقد قال الحقَّ ولم يزل قائله من الممقوتين .
فلا يسكت من كلامه إلاَّ ورجلٌ في أصناف العذاب يغمِّض عينيه حتى لا ينظر إلى ما نزل به من النِّقم فيفتحها الزَّبانية بكلاليب من نارٍ وإذا هو بشَّار بن بردٍ قد أعطي عينين بعد الكمه لينظر إلى ما نزل به من النَّكال .
فيقول له أعلى الله درجته : يا أبا معاذٍ لقد أحسنت في مقالك وأسأت في معتقدك ولقد كنت في الدّار العاجلة أذكر بعض قولك فأترحِّم عليك ظنَّا أنَّ التَوبة ستلحقك مثل قولك :
ارجع إلى سكنٍ تعيش به * ذهب الزَّمان وأنت منفرد ترجو غداً وغدٌ كحاملةٍ * في الحيِّ لا يدرون ما تلد !
وقولك :
واهاً لأسماء ابنة الأشدِّ * قامت تراءى إذ رأتني وحدي كالشَّمس بين الزَّبرج المنقدِّ * ضنَّت بخدٍّ وجلت عن خدِّ ثم انثنت كالنفس المرتد * وصاحب كالدمل الممد أرقب منه مثل حمَّى الورد * حملته في رقعةٍ من جلدي الحرُّ يلحى والعصا للعبد * وليس للملحف مثل الرَّدِّ الآن وقع منك اليأس ! وقلت في هذه القصيدة : السُّبد في بعض قوافيها فإن كنت أردت جمع سُبدٍ وهو طائرٌ

139

نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست