نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 138
والسّلاسل ومقامع الحديد تأخذه من أيدي الزَّبانية . فيقول : الحمد لله الذي أمكن منك يا عدو الله وعدوَّ أوليائه ! لقد أهلكت من بني آدم طوائف لا يعلم عددها إلاّ الله . فيقول : من الرجل فيقول : أنا فلان ابن فلانٍ من أهل حلب كانت صناعتي الأدب أتقرَّب به إلى الملوك . فيقول : بئس الصَّناعة إنَّها تهب غفَّةً من العيش لا يتَّسع بها العيال وإنَّها لمزلَّةٌ بالقدم وكم أهلكت مثلك ! فهنياً لك إذ نجوت فأولى لك ثمَّ أولى ! وإنَّ لي إليك لحاجةً فإن قضيتها شكرتك يد المنون . فيقول : إنّي لا أقدر لك على نفعٍ فإن الآية سبقت في أهل النَّار أعني قوله تعالى : " ونادى أصحاب النَّار أصحاب الجنَّة أن أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم الله قالوا إنَّ الله حرَّمهما على الكافرين " . فيقول : إنِّي لا أسألك في شيءٍ من ذلك ولكن أسألك عن خبرٍ تخبرينه : إنَّ الخمر حرِّمت عليكم في الدُّنيا وأحلَّت لكم في الآخرة فهل يفعل أهل الجنَّة بالولدان المخلَّدين فعل أهل القريات فيقول : عليك البهلة ! أما شغلك ما أنت فيه أما سمعت قوله تعلى : " ولهم فيها أزواجٌ مطهَّرةٌ وهم فيه خالدون " فيقول : وإنَّ في الجنَّة لأشربةً كثيرةً غير الخمر فما فعل بشَّار بن بردٍ فإنَّ له عندي يداً ليست كان يفضِّلني دون الشعراء وهو القائل :
138
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 138