نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 137
عليه نور سكّان الجنّة وعنده شجرةٌ قميئةٌ ثمرها ليس بزاكٍ . فيقول : يا عبد الله لقد رضيت بحقيرٍ شقنٍ . فيقول : والله ما وصلت إليه إلاَّ بعد هياطٍ ومياطٍ وعرقٍ من شقاءٍ وشفاعةٍ من قريشٍ وددت أنّها لم تكن : فيقول : من أنت فيقول أنا الحطيئة العبسي فيقول : بم وصلت إلى الشّفاعة فيقول بالصَّدق . فيقول : في أيِّ شيءٍ فيقول : في قولي : أبت شفتاي اليوم إلا تكلمُّماً * بهجرٍ فما أدري لمن أنا قائله أرى لي وجهاً شوَّه الله خلقه * فقبِّح من وجهٍ وقبِّح حامله فيقول : ما بال قولك : من يفعل الخير لا يعدم جوازيه * لا يذهب العرف بين الله والنّاس لم يغفر لك به فيقول : سبقني إلى معناه الصّالحون ونظمته ولم أعمل به فحرمت الأجر عليه . فيقول : ما شأن الزبرقان ابن بدرٍ فيقول الحطيئة : هو رئيسٌ في الدُّنيا والآخرة انتفع بهجائي ولم ينتفع غيره بمديحي . الخنساء السُّلميّة فيخلِّفه ويمضي فإذا هو بامرأة في أقصى الجنَّة قريبةٍ من المطلَّ إلى النار . فيقول : من أنت فتقول : أنا الخنساء السُّلميّة أحببت أن أنظر إلى صخرٍ فاطلَّعت فرأيته كالجبل الشّامخ والنار وإنَّ صخراً لتأتمُّ الهداة به * كأنَّه علمٌ في رأسه نار فيطلَّع فيرى إبليس لعنه الله وهو يضطرب في الأغلال
137
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 137