responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 12


فرد أبو العلاء : « وقد وصلت الرسالة التي بحرها بالحكم مسجور ، ومن قرأها لا شك مأجور . . . والفيتها مفتتحة بتمجيد ، صدر عن بليغ مجيد ، وفي قدرة ربنا جلت عظمته ان يجعل كل حرف منها شبح نور ، لا يمتزج بمقال الزور . . . ولعله - سبحانه - قد نصب لسطورها المنجية من اللهب ، معاريج من الفضة أو الذهب ، تعرج بها الملائكة من الأرض الراكدة إلى السماء ، وتكشف عن سجوف الظلماء » .
ومن هنا نقل صاحبه إلى الجنة ، وما زال به في رحلته حتى أكمل طوافه بالعالم الآخر ، جنته وناره ، ليعود بعد ذلك ، إلى الرد على السطر الخامس من رسالة صاحبه .
وأبو العلاء حين يستطرد يخلص للموضوع الجديد الذي أقحمه في حديثه ؟ فلا يدعه إلا بعد ان يستوفيه مهما يطل القول ، وإنك لتكاد تنسى الموضوع .
الأول الذي كان يحدثك فيه من قبل ، إلى أن يذكرك به ، رجع أبي العلاء إليه ، وهو لا ينسى ما كان فيه قبل ان يمضي مستطرداً .
والأمر يهون لو أنه يستطرد في المرة الواحدة إلى مسألة واحدة ، لكن استطراده غالباً ، يسلم إلى آخر فآخر ، حتى ليتساءل القارئ في انكار : ألا ينتهي ؟ ولكن لا غرابة في ذلك ، فالشخصية واحدة هنا وهناك ، وما دامت الكلمة في موضع تنقله إلى متفرع ، فان غيرها - من الألفاظ أو المسائل في هذا الموضوع الفرعي - ينقله إلى استطراد سواه وهكذا . فذكر عسل الجنة مثلاً ، يذكره ببيتي النمر بن تولب ، وهما يذكرانه بحكاية خلف الأحمر مع أصحابه في تغيير القافية من النون إلى الصاد ، وهذا يسلمه إلى أن يمر بالقافية على حروف الهجاء جميعاً ، مستطرداً في ثنايا ذلك استطرادات جديدة ، يشرح بها ما يعرض له من ألفاظ ، أو يفسر ما يأتي من شواهد .
ولعل علماء النفس يفسرون هذا ، بأن يردوه إلى ظروف أبي العلاء فقد كان يملي ولا يكتب ، وطبيعة الاملاء - وبخاصة إذا كان من غير مكتوب - لا تعين

12

نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست