responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 199


بالعاقل أن يرتبط بها قلبه ، وكيف يحب العاقل خسائس عالم الطبيعة ويطمئن إليها ، مع علمه بأنه قريب يفارقها ، فاللازم أن يخرج حب الدنيا وأهلها عن قلبه ليتخلص من هذا الألم .
( الخامس ) تصور سرور الأعداء وشماتتهم بموته . وهذا وسوسة شيطانية صادرة عن محض التوهم إذ مسرة الأعداء أو شماتتهم لا توجب ضررا في إيمانه ودينه ، ولا ألما في روحه وجسمه ، على أن ذلك لا يختص بالموت ، إذ العدو يشمت ويفرح بما يرد عليه في حال الحياة أيضا من البلايا والمحن ، فمن كره ذلك فليجتهد في قطع العداوة وإزالتها بالمعالجات المقررة للحقد والحسد .
( السادس ) تصور تضييع الأولاد والعيال ، وهلاك الأعوان والأنصار .
وهذا أيضا من الوساوس الباطلة الشيطانية والخواطر الفاسدة النفسانية ، إذ ذلك يوجب ظن منشئيته لاستكمال الغير وعزته ، ومدخليته في قوته وثروته ، وذلك ناشئ من جهله بالله وبقضائه وقدره ، إذ فيضه الأقدس اقتضى إيصال كل ذرة من ذرات العالم إلى ما يليق بها وإبلاغها إلى ما خلقت لأجله ، وليس لأحد أن بغير ذلك أو يبدله . ولذا ترى أكثر الأفاضل يجتهدون في تربية أولادهم ولا ينجح سعيهم أصلا ، وتشاهد غير واحد من الأغنياء يخلفون لأولادهم أموالا كثيرة ونخرج عن أيديهم في مدة قليلة ، وترى كثيرا من أيتام الأطفال لا تربية لهم ولا مال ، ومع ذلك يبلغون بالتربية الأزلية مدراج الكمال ، أو يحصلون ما لا حصر له من الأموال . والغالب أن الأيتام الذين ذهب عنهم الآباء في حالة الصبي تكون ترقياتهم في الآخرة والدنيا أكثر من الأولاد الذين نشأوا في حجر الآباء . والتجربة شاهدة بأن من اطمأن من أولاده بمال يخلفه لهم أو ذي قوة يفوض إليه أمورهم اعتراهم بعده الفقر والفاقة والذلة والمهانة ، وربما صار ذلك سببا لهلاكهم وانقراضهم . ومن فرض أمورهم إلى رب الأرباب وخالق العباد أزداد لهم بعده عزا وقوة وكثرة وثروة . فاللائق بالعقلاء أن يفوضوا أمور الأولاد وغيرهم من الأقارب والأنصار إلى من خلقهم ورباهم ، ويوكلهم إلى موجدهم ومولاهم ، وهو نعم المولى ونعم الوكيل . وقد ظهر أن

199

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست