responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 173


بقدر الحاجة ، حتى يعجن به الطعام ويقدر على ابتلاعه .
ثم تفكر كيف خلق ( الحناجر ) وهيأها لخروج الأصوات ، وجعلها مختلفة الأشكال في الضيق والسعة والخشونة والملاسة والطول والقصر وصلابة الجوهر ورخاوته ، حتى اختلفت بها الأصوات ، فلا يتشابه صوتان ، بل يظهر به بين كل صوتين فرق حتى يميز السامع أصوات آحاد الناس بمجرد سماعها في الظلمة والغيبة .
ثم مد ( العنق ) وجعله مركبا للرأس ، وركبه من سبع خرزات مجوفات مستديرات فيها تجويفات وزيادات ونقصان ، لينطبق البعض على البعض ، ولما كان أكثر منافعه في الحركة جعل مفاصله سلسلة ، ولم يجعل زوائدها المفصلية كبيرة كزوائد فقرات الصلب ، لتكون حركاته أسرع ، وتدارك تلك السلاسة بأعصاب وعضلات كثيرة محيطة به .
ثم انظر إلى عجائب ( المعدة ) وآلاتها التي يتم بها الأكل ، فجعل سطح الفم متصلا بفم المعدة بحيث كأنهما سطح واحد ، حتى يحصل أولا نوع انهضام بالمضغ ، ثم هيأ ( المرئ ) [76] والحنجرة ، وجعل على رأسها طبقات تنفتح لأخذ الطعام ثم تنطبق وتنضغط حتى يهوي الطعام من دهليز المرئ إلى المعدة ، وإذا ورد عليها لا يصلح لأن يصير عظما ولحما ودما على هذه الهيئة ، بل لا بد أن ينطبخ انطباخا تاما تتشابه أجزاؤه ، فخلق الله المعدة على هيئة قدر يقع فيه الطعام وتنغلق عليه الأبواب ، وخلق فيها حرارة صالحة للطبخ ، ومع ذلك جعلها محاطة من جوانبها الأربعة بالحرارة المنبجسة من الكبد والطحال والثرب ولحم الصلب ، فمن هذه الحرارات ينطبخ الطعام في المعدة وينهضم ، حتى يصير كيلوسا [77] أي جوهرا سيالا ليشبه ماء الكشك ( 87 ) الثخين .
ثم خلق الله بعظيم حكمته ورأفته لإيصال صفو ما طبخ في المعدة إلى الكبد قسمين من العروق : ( أحدهما ) العروق المخلوقة في تحت المعدة المتصلة



[76] هو الخرطوم المتصل بالأوداج الأربعة إلى الحنجرة .
[77] كلمة يونانية ، المراد منه هو الطعام المطبوخ في المعدة طبخا ناقصا ( 78 ) ماء الكشك : هو ماء الشعير .

173

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست