responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 172


وليستنشق الهواء الطيب الصافي ، ويدفع الهواء الحار الدخاني ، ترويحا لقلبه ، وجعل له منخرين لتميل الفضلات النازلة من الدماغ غالبا إلى أحدهما ، ويبقى الآخر مفتوحا ، فلا تسد طرق الاستنشاق بأسرها .
ثم أنظر إلى ( الفم ) وعجائبه وإلى اللسان وغرائبه ، فإنه سبحانه لعظيم قدرته وحكمته فتح الفهم ، وأودعه اللسان وجعله ناطقا معربا عما في القلب ، ومكنه من التكلم باللغات المتخالفة وتقطيع الأصوات وإخراج الحروف المتباينة ، وجعل له قدرة على الحركة في مخارج مختلفة تختلف بها الحروف ليتسع طريق النطق بكثرتها . وخلق ( الفكين ) وركب فيهما الأسنان لتكون آلة للطحن والقطع والكسر ، فأحكم أصولها ، وحسن لونها ، ورتب صفوفها متساوية الرؤوس متناسقة الترتيب ، كالدرر المنظومة ، مختلفة الأشكال باختلاف الأغراض والمقاصد ، متفاوتة الأوضاع بتفاوت الغايات والفوائد ولما كان الطعام يحتاج تارة إلى الكسر وتارة إلى القطع وأخرى إلى الطحن . فقسم الأضراس إلى عريضة طواحن كالأضراس ، وإلى حادة قواطع كالرباعيات ، وإلى ما يصلح للكسر كالأنياب . والأضراس التي في الفك الأعلى لما كانت معلقة جعل أصولها ثلاثة أو أربعة ، والتي في الفك الأسفل اكتفى في أصولها باثنين أو ثلاثة لعدم الاحتياج ، وجعل لسائر الأسنان أصلا واحدا لعدم ثقل فيها . ثم جعل مفصل ( الفكين ) متخلخلا بحيث يتقدم الفك الأسفل ويتأخر حتى يدور على الفك الأعلى دوران الرحى ، وهو ثابت لا يتحرك ، فيتم الطحن بذلك . فانظر في عجيب صنع الله في هذه الرحى حيث يدور الأسفل . منها على الأعلى على خلاف سائر الأرحية ، لدوران الأعلى منها على الأسفل . والحكمة في تحرك الأسفل دون الأعلى : إن الأعلى مجمع الدماغ والحواس ، فتحركه كان موجبا لأذيتهما واضطرابهما ، وأيضا هو مفصل الرأس والعنق ، فلو تحرك لم يستحكم ، مع أن الوثاقة فيه لازمة . ثم لما كان مضغ الطعام محتاجا إلى تحركه فيما تحت الأسنان ، فأعطى الله سبحانه قدرة اللسان على أن يطوف في جوانب الفم ويرد الطعام من الوسط إلى الأسنان بحسب الحاجة . ولما كان الطعام يابسا فلم يمكن ابتلاعه إلا بنوع رطوبة ، فخلق تحت اللسان عينا جارية يفيض منها اللعاب وينصب

172

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست