وعمدة اتهام الواعين للتقليديين أنهم متخلفون لا يعيشون عصرهم ، وأن ذلك يؤثر على فهمهم للإسلام ووجوب العمل لإقامة الدولة الإسلامية ، وأنهم لو كان عندهم ثقافة عصرية لاختلف فهمهم للإسلام وعملهم له . وعمدة اتهام التقليديين للواعين أنهم لم يستوعبوا عقائد الإسلام وفقهه ، وسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) ، وغلب عليهم الحماس والعاطفة لإقامة الدولة الإسلامية ، التي يتصورون أنها ممكنة التحقيق ، وأنها حلالة المشاكل ، وأنها جنة الله على الأرض ! وزاد بعض التقليديين اتهام الحركيين بأنهم لا يملكون وعياً سياسياً ، بل لا يخلون من غباء اجتماعي وسياسي ، يمنعهم من تقدير العواقب ! قال لي أحد مشاوري السيد الخوئي ( رحمه الله ) : لم يكن من سياسة مرجعية الشيعة مواجهة السلطة لتحل محلها وتتسلم السلطة بدلها ، وغاية ما كان عندها أن تقدم مطالب إصلاحية إلى الحاكم . لكن أنظر إلى هؤلاء الفتية الناشئين كيف أثاروا السلطة ففتحت نارها عليهم ، وعلى الشيعة . وأخذ ينتقد محاولة الانقلاب التي شارك فيها السيد مهدي الحكيم ( رحمه الله ) مع أنه يراها محاولة مخلصة لكنها برأيه السبب في فتح نار السلطة على المرجعية والشيعة . ويرى أن السيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) ، أكمل بحزب الدعوة إعطاء المبرر للسلطة ، فشنت حملتها على كل ما هو شيعي في العراق .