وكان يصفهما بالسذاجة وعدم تقدير العواقب ، ويتعجب من تصور السيد الصدر ( رحمه الله ) أنه إذا استشهد فسوف تتحرك الجماهير في العراق ، وسوف يتدخل السيد الخميني ( رحمه الله ) بجنوده لنصرتهم . ويتعجب من أن السيد الصدر عندما سجنوه عيَّن قيادة للعراق بعده سماها ( القيادة النائبة ) ! وداعبني ( رحمه الله ) بقوله : أما السيد مهدي فأخواله عوامل ، وأما السيد محمد باقر فهو كاظمي ! مشيراً وصف النجفيين للعامليين والكواظمة بالسذاجة . وإذا أردنا أن نصدر حكماً عادلاً بين الطرفين ، أيهما أكثر وعياً ، فلا بد أن نتجنب التعميم في الحكم ، ونجزِّئ انتقادات كل طرف وتهمه إلى مفردات محددة ونفحص كل واحدة منها . والنتيجة صحة عدد منها هنا وعدد هنا . لكن ذلك لا يكفي للحكم بأن الأوعى مطلقاً أحد الطرفين ، ففي كلٍّ منهما أصحاب أذهان متخلفة وأصحاب أذهان راقية ، وفي كل منهما أذكياء نوابغ وأغبياء جهلة . وفي كليهما أشخاص بمستوى التفكير في قضايا المجتمع والدولة والعالم ، وآخرون أبناء قرية لا يستطيع أحدهم أن يخرج عن نطاقها إلى فكر المدينة ، فضلاً عن أن يرتقي إلى أفق الفكر العالمي . لكن يمكن القول إن الحركيين بشكل عام يتميزون بثقافتهم العامة ، ومعرفتهم بعصرهم وأساليب مخاطبته . ويتميز التقليديون بشكل عام بالدقة وعمق الوعي الفقهي ، والنظرة البعيدة في العواقب . < / لغة النص = عربي >