يهتم بدراسته وبتعليم المسلمين أمور دينهم ، ولا يشارك في عمل سياسي إلا في حدود مطالبات المرجعية من السلطة بمطالب أو إصلاحات . كنا ننتقد التقليديين من الطلبة وحتى المراجع ، فكان بعضنا يقول : إن السيد الخوئي ( قدس سره ) إذا جلس على المنبر في بحث علمي فهو أرسطو طاليس ، لكنه إذا نزل وجلس في المسجد ، وجرى معه حديث في أمر اجتماعي ، فهو لا يختلف عن حاج علي ومشتي قلي في السوق الكبير ! وكان بعضنا يصرح بأن الطلبة والمراجع ليس عندهم وعيٌ للإسلام والعصر ، ويقصد به أنهم لا يعرفون الإسلام ديناً ودولة ، ولا يعملون لإقامة الدولة الإسلامية في بلدهم والعالم ، ويستدل على ذلك بنقص ثقافتهم العامة ، ونقص معرفتهم السياسية ببلدهم والعالم . وكان بعضنا يفرط في ذم التقليديين فيصفهم بالجامدين ، والمتحجرين ، والمتخلفين الذين يعيشون في القرون الوسطى . . الخ . كما كان بعضهم يفرط في ذم الحركيين ، فيصفهم بأنهم سياسيون في ثياب إسلاميين ، وأفندية في ثياب طلبة ، وسنة في زي شيعة ، لأنهم يدعون إلى إعادة الخلافة السنية ، ولا ينبضون بنبض الشيعي الموالي . . الخ . وكانت تجري مناقشات بين الواعين والتقليديين ، وتنتهي غالباً بتمسك كل طرف بأفكاره ، وكان ذلك يعني انقسام الحوزة بعمق إلى هذين القسمين ، رغم أنهم أبناء جامعة واحدة ، ويعيشون في محيط واحد .