4 - أن الله تعالى يستحيل أن يعطي الحكم على عباده لإنسان غير معصوم لأن منصب الحاكم يضغط على أعصاب الإنسان مهما كان فيفقده العدالة ، وقد قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « السكر أربع سكرات : سكر الشراب ، وسكر المال ، وسكر النوم ، وسكر الملك » ! ( معاني الأخبار / 365 ، والخصال / 636 ) . فالدولة التي يرأسها غير المعصوم ( عليه السلام ) لا تحقق هدف العدالة التي يريدها الله تعالى ، وبالتالي ستكون كغيرها من الدول الزمنية . 5 - أن الأئمة ( عليهم السلام ) لم يعملوا لتسلم السلطة ، ولا أجازوا لأحد أن يعمل بإسمهم . وقد صرحوا ( عليهم السلام ) بأن منهجهم عدم العمل لتسلم السلطة ، مع أنه كان ميسوراً لهم ، بل قدمت إليهم الخلافة على طبق من ذهب فرفضوه ! وتواترت أحاديثهم في أن دولتهم ستكون على يد المهدي الموعود ( عليه السلام ) فقط . أما أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فهو استثناء لأنه حكم بأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، والإمام الحسن ( عليه السلام ) كان حكمه لستة أشهر ، وهو امتدادٌ لحكم أبيه ‘ . وقد صح أن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) لم يُجز ثورة التوابين ولا المختار ، ولا قبل قيادة الدولة بعد انتصار المختار ، وكانت تشمل العراق وأكثر إيران ، وإن شكر المختار وكل من طلب بثأر أبيه ‘ ، ودعا لهم . كما رفض الإمام الصادق ( عليه السلام ) أن يتسلم الخلافة بعد انتصار ثورة أبي مسلم الخراساني وأبي سلمة الخلال ، وقد حبسوا العباسيين مدة في الكوفة ولم يبايعوهم ، وراسلوا الإمام الصادق ( عليه السلام ) وحاولوا إقناعه بالقبول ، فلم