مدحت الحاج سري ، فإذا كان السيد مهدي يستطيع أن يُغَيِّب وجهه فليفعل ذلك ! كما أنني بلغني أن مدحت حاول الانتحار مرتين بقطع وريده ، وأن هذا الاعتراف أخذ منه بعد أن هدد بالاعتداء على عرضه ، إذ جاؤوا بزوجته أمامه وهددوه ، فقال لهم : نعم اعترف بما تريدون ! وهذا الكلام مثبت في كتابة كتبها بخط يده على نسخة من القرآن ، أرسلها إلى أهله ، وفيه بأن كل الذي قلته سواء فيما يتعلق بشخصي أو بالآخرين ، لا واقع له وإنما قلته نتيجة للتهديد بعرضي ! وعلى كل حال كنت قد حصلت على إجازة للسفر يوم 2 حزيران ، وحادث الاتهام كان يوم 7 حزيران ، فالفاصلة 5 أيام ، ولذلك أشيع بين الناس بأن الحكومة هي التي سهلت عملية السفرة ، في حين أن الواقع ليس كذلك فسفري كان منفصلاً عن هذه القضية ، ولعلهم كانوا يتوقعون أنني سوف أسافر باعتبار وجود إجازة السفر ، وبعدها يعملون هذا العمل . موفد البكر يزور السيد الحكيم : قبل حادث الاتهام بليلة جاء عبد الحسين ودَّاي إلى السيد ، وكنت أنا جالساً وكذلك العقيد سلمان وهو من جماعتنا ، قال له : سيدنا أحمد حسن يسلم عليك ويقول أنت عمي ، وأنا أتشرف بالتراب الذي يدوسه فلماذا يؤذينا ، ونحن نعطيه كل ما يريد !