ولذلك حرص ( رحمه الله ) على أن تكون في ثقافة الدعوة وتنظيماتها حسنات هؤلاء جميعاً ، وأن تتجنب نقاط ضعفهم ، فأشبهت ثقافتها ثقافة الإخوان بل تبنت عدداً من كتب الإخوان للتدريس في حلقاتها ، مثل شبهات حول الإسلام لمحمد قطب ، ومعالم في الطريق لسيد قطب . وقد كتبت يومها إشكالات على كتاب معالم في الطريق خاصة على عنوان « الانحراف » وناقشت بعضهم فيه . . فلم يرض بذلك أبو عصام وأبو حسن السبيتي وقال : نحن بحاجة إلى نقد الفكر الجامد لا نقد الفكر الحركي . . ولا مجال هنا للإفاضة في هذا الحديث . . ولإعجاب أبي عصام ( رحمه الله ) بالمستوى التنظيمي للحزب الشيوعي ، أخذ أحسن ما يراه منه للدعوة ، فكان شكل تنظيمها يشبه تنظيم الحزب الشيوعي ، فالحلقة تتكون من خمسة أعضاء يرأسها مشرف ، واللجان المحلية وبقية اللجان الهرمية ، تشبه التنظيم في الحزب الشيوعي . أما التحليل السياسي ، فكان أبا عصام ( رحمه الله ) ينتقد تحليل الشيوعين المملوء بتعبيرات الإقطاع والطبقية والبرجوازية والرأسمالية والبروليتاريا . . إلى آخر منظومتهم ، ولا يعجبه تحليل الإخوان الذي يصفه بأنه يغلب عليه السطحية والعاطفية ، ويعجبه تحليل حزب التحرير الذي يتناول القضايا من زاوية الصراع بين المسلمين والمستعمرين خاصة الإنكليز الذين حكموا المنطقة وما زالوا يحركونها ، وهم يورثون نفوذهم طواعية ، أو يضطرون