للتخلي عنه للاستعمار الأمريكي الجديد . وقد صار ذلك الطابع للتحليل السياسي في حزب الدعوة . وكان أبو عصام ( رحمه الله ) معجباً بسيد قطب ، لكنه معجب أكثر بشخصية حسن البنا ، فكان يقول : سيد قطب لا يصل إلى مستواه أبداً ! وكان يوماً يتحدث عن حسن البنا ، ويتعجب من أنه ركب الطائرة ست ساعات وبقي مستيقظاً يفكر ، ولم ينم ! فقلت له : مالك معجب به إلى هذا الحد ؟ ! أنت أقوى منه شخصية وأعصاباً ! وهذه عقيدتي في شخصية أبي عصام ( رحمه الله ) ، وأشهد أنه أقوى شخصية من الشيخ حسن البنا وسيد قطب والشيخ تقي النبهاني وغيرهم ، بل هو من الشخصيات التاريخية النادرة ، في قوة فكرها وطموحها . ومع مقاومتي للتعب والنوم ، فقد كان أبو عصام أقوى مقاومة مني ، وقد تواعدنا يوماً في منزلنا بعد الظهر لنرتب مواضيع ، فجاءني أبو عصام ( رحمه الله ) بعد الظهر في صيف النجف ، ففتحت الباب ورأى أني كنت نائماً فقال مستنكراً : أنا تصورت أنك لا تنام بعد الظهر ، أنت قلت : أنا موجود بعد الظهر في أي ساعة ، فتفضل ! فقلت له : نعم قلت إني موجود فتفضل ، ولم أقل إني مستيقظ حتى تأتي ! * *