كان السيد الصدر يحترم أبا عصام كثيراً ويعامله كأخ أكبر ، وإذا دخل عليه فرَّغ له وقته وسمعه ، فكان يعرف أن وقته ملئ وأنه جاء لعمل مهم ، ولم أرَ السيد الصدر اعترض عليه يوماً ، بل كان يُرجع إليه في المسائل الحركية . وقد كنت أراجع السيد الصدر ( رحمه الله ) في بعض القضايا ، وأعتبر أن رأيه كافٍ لأنه في القيادة ، لكنه كثيراً ما كان يقول لي : أنظر ماذا يقول أبو عصام ، فأنت تعرف أنا لا نؤمن بالقيادة الفردية بل بالقيادة الجماعية ، وأننا إذا قال أبو عصام نقبل قوله ! لكن السيد الصدر ( رحمه الله ) تغير رأيه في القيادة الفردية والجماعية بعد ذلك . وكان ( رحمه الله ) حيوي الذهن لماحاً ، متطور الفكر ، وليس كالذين يجمدون على رأي ، والكلام عن فكره والتطورات التي مر بها يحتاج إلى حديث مستقل ، لكن حديثنا هنا عن مؤسس الدعوة أبي عصام ( رحمه الله ) . * * كان أبو عصام ( رحمه الله ) معجباً بالإخوان المسلمين وفكرهم أكثر من حزب التحرير ، وكان يميل أكثر إلى منهج حزب التحرير في التحليل السياسي . أما في الفكر التنظيمي فكان يرى أن الشيوعيين متقدمون فيه أكثر من غيرهم ، وكان ينتقد الوضع التنظيمي للإخوان في عهد الصواف ، ثم في عهد الدكتور عبد الكريم زيدان ، وينتقد الوضع التنظيمي لحزب التحرير عند الشيخ تقي النبهاني ، ثم عند الشيخ عبد القديم زلوم .