في العراق في زمن عبد الكريم ولم يعرفوه ، وغادر إلى لبنان وبقي فيها متخفياً ، حتى توفي سنة 1977 ، ودفن في بيروت باسم آخر . ثم التقى أبو عصام ( رحمه الله ) مطولاً بخليفة النبهاني الشيخ عبد القديم زلوم . ويظهر أن أبا عصام أثَّر على أبي حسن السبيتي ، فترك حزب التحرير واتجها إلى تأسيس تنظيم الدعوة ، وكان أبو حسن يثق بفكره ورأيه إلى حد كبير ، ويسميه صاحب النجف ! فكان أبو عصام زميله ، وبمنزلة أستاذه . وعندما كتب الشيخ تقي النبهاني كتابه « الخلافة » الذي سموه فيما بعد « نظام الحكم في الإسلام » أرسله إلى النجف ، فرآه السيد الصدر وأبدى عليه ملاحظات شفهية ، ورأيته كتيباً في نحو مئة صفحة بالقطع العادي ، وتعجبت من أنه لا يتضمن آلية لنصب خليفة في عصرنا ، وأنه ليس فيه رأس سطر ولا نقطة ولا فاصلة ! فقلت : هذا كتابٌ كله سطر واحد ! فأعجبت كلمتي السيد الصدر ( رحمه الله ) ، وكان يعيدها ويتبسم ! وأراد زلُّوم وبعض جماعته أن يأتوا إلى النجف ليبحثوا إشكالات علمائها على الكتاب ، فقرر أبو حسن والسيد الصدر أن يجلس معهم أبو عصام ، ورأيته قبل الجلسة وقد دون ملاحظاته على عدد من صفحات الكتاب . وجلس معهم تلك الليلة وناقشهم حتى تعبوا ، وكان أبو حسن يقول : ناقشهم أبو عصام حتى أعجزهم ، وتعب بعضهم وغلب عليه النوم !