لكنه لم يكن متصدياً للأمر بدرجة أبي عصام ، ثم إنه انسحب من الجلسات عندما رفضوا مقترحه الذي هو مشروع نظام داخلي لحركة الدعوة ، ولم يشارك في بقية جلساتهم ، ولا في عمل الدعوة . وربما كان السيد طالب الرفاعي أكبر سناً من أبي عصام ، لكن لا يقاس حضور أبي عصام بحضوره ، وكذا الحاج صالح الأديب ، مضافاً إلى أنه كان في كربلاء ، ولم يحضر إلا جلسة أو اثنتين وكان موافقاً لرأي أبي عصام . فالحضور القوي في تلك الجلسات كان لأبي عصام أولاً ، وللسيد مهدي الحكيم ثانياً ، وللسيد الصدر ثالثاً ، رحمهم الله . أما السيد مرتضى العسكري ( رحمه الله ) فكان أكبر سناً منهم ، لكن أبا عصام كان معنياً أكثر منه بالحركة وفكرها والتنظير لها . وكان السيد العسكري كان في بغداد والجلسات في النجف ، وقلما حضرها ، ولم تعقد جلسة حول الموضوع في غير النجف . وقد حضرت بعد تأسيس الدعوة وانتظامنا فيها ، مجالس تطرح فيها أمور فكرية حركية ، فرأيت أبا عصام هو المتحدث الذي يطرح الفكرة والرأي ، ورأيت السيد العسكري والسيد الصدر يؤيدانه ، أو يناقشانه باحترام كبير . لذلك يجب أن نشهد بأن الشخصية الأولى في تأسيس الدعوة هو أبو عصام ( رحمه الله ) ! فهو الذي بدأ طرح الفكرة على أبي حسن السبيتي ، والسيد مهدي الحكيم ، والسيد محمد باقر الصدر ، وغيرهم ، حتى لو كانت قبل