جماعة العلماء وبإذنها طبعاً ، بعث الروح الإسلامية في قطَّاعات واسعة من الجماهير . وسافرت إلى لبنان في سنة 1380 ه ، حيث كانت طموحاتنا أن ننقل أفكارنا إلى ذلك البلد ، وودعت السيد الأستاذ الشهيد حيث كان في الكاظمية حينذاك بعد أن عشت معه أياماً ، وكنت أراسله باستمرار في رسائل طويلة ، وكان يجيبني بأخرى يتحدث فيها عن عواطفه الفياضة ، وهمومه الإسلامية . هذه الرسائل التي أرى فيها أنها أعز ما أحتفظ به من ذكريات تلك الأيام . وفي هذه الرسائل بدأ السيد الأستاذ الشهيد يحدثني عن هجمة قاسية شرسة قام بها حزب البعث ، تسترت ببعض أهل العلم من أعضاء جماعة العلماء وغيرهم الذين انكشف لهم حقيقة هذا الحزب ، كما تكشفت لنا حقيقته ، نتيجة الوعي الإسلامي الذي بعثه السيد الشهيد فينا . فلقد كانت الواجهة في هذه الهجمة بعض من ينتسب إلى أهل العلم ، ولكن كانت يد حزب البعث وراءها ، حيث يطرح السيد الأستاذ في بعض رسائله بأن المحامي حسين الصافي الذي كان معمماً من قبل ، ومن عائلة علمية ، وله صلات شخصية وطيدة ببعض أهل العلم ، ومسؤول حزب البعث العربي في النجف الأشرف ، كان وراء هذه الحملة وتحدث إلى بعض الأشخاص لإثارتهم . فقد كتب لي السيد الشهيد في صفر من سنة 1380 ه يقول : « لقد كان بعدك أنباء وهنبثة ، وكلام وضجيج ، وحملات متعددة جندت كلها ضد صاحبك وبغية تحطيمه . . . ابتدأت تلك الحملات في أوساط الجماعة