حياً سنة 951 ، وأن يكون الشيخ سليمان المزرعي من أحفاده ، بل يحتمل أن يكونا شخصاً واحداً ، وأن يكون أصله من جبع ثم انتقل إلى المزرعة » . وقد أعجبني أن البياض تقع على ربوة حولها كروم التين والعنب ، فقررت أن أستكشف برِّيتها من جهاتها ، لأني أحب صيد العصافير وقتل الحيات ، وكنت أمضيت أكثر الصيف في أودية ياطر في هذه الهواية . عدت إلى غرفتي ظهراً ، وكنت أفكر بجدية ومهابة بيوم غد وبداية دراستي ، وأفكر في اسم كتاب قطر الندى وبلِّ الصدى لابن هشام الأنصاري ، وكتاب الدر الثمين في أهم ما يجب معرفته على المسلمين ، للسيد محسن الأمين . وتصفحت الكتابين وقرأت المقدمة وأول الدرس الأول ففهمت منهما شيئاً ، وكنت أتشوق إلى شرح أستاذي وتفسيره . حضرت في الموعد وأخذت الدرس الأول في النحو ، وفي الفقه ، وارتحت لأني فهمت الدرس ، وزال تخوفي من صعوبته . وعلمني الأستاذ أن أكتب درس النحو بعبارتي ، حسب شرحه وليس نقلاً من الكتاب ، وأمرني أن آتي بالدفتر له في الغد ، ليراه قبل الدرس الثاني . وأمرني أن أعيد قراءة درس الفقه مرات حتى أفهمه وأحفظ مطلبه وليس ألفاظه ، لأن فهم المطلب هو المهم ، وليس حفظ الألفاظ . ذهبت إلى غرفتي فكتبت درس النحو ، وقرأت درس الفقه مرة ، ورأيت الوقت مبكراً ، فخرجت ومعي كتاب القطر لأقرأ في البرية من جهة قانا