أحتاج إليه من دكان صديقه محمد الشيخ محمود ، وهو يحاسبه كل شهر . استقرَّيْتُ في جوي الجديد ، وكان عمري يومها نحو ثلاث عشرة سنة ، ولم يخطر ببالي شئ اسمه وحشة أو خوف من الغربة والوحدة ، والحمد لله ! وكان والدي على ثقة من عقلي وأني أتصرف كالكبار ، وكان أستاذي وآخرون يقولون عني ذلك . تجولت ذلك اليوم في قرية البياض الصغيرة ، فهي نحو خمسين بيتاً كلهم من آل سليمان ، وهي غرب قرية قانا وتبعد عنها أربعة كيلومترات ، وقربها قرية دير عامص شرقاً ، وتبعد عنها نحو 2 كم . قال السيد الأمين في أعيان الشيعة : 5 / 105 : « وآل سليمان بيت علم وصلاح في جبل عامل من زمن بعيد إلى اليوم ، وأحفادهم اليوم يسكنون قرية البيَّاض في ساحل صور ، وكانوا قبل ذلك في مزرعة مشرف ، وعندهم مكتبة يتوارثونها عن أجدادهم تحتوي على مجموعة نفيسة من المخطوطات وبعض المطبوعات النادرة ، وقد ذهبت إلى القرية المذكورة وبقيت فيها عندهم أياماً ، وطالعت محتويات تلك المكتبة ونقلت منها في هذا الكتاب . وجدهم الذي ينسبون إليه هو الشيخ سليمان بن محمد بن أحمد بن سليمان العاملي المزرعي ، الذي وجدنا بخطه مقتل أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) فرغ منه 25 صفر سنة 1033 ، وعليه خاتمه بتاريخ 1028 . ويحتمل أن تكون نسبتهم إلى الشيخ سليمان بن محمد العاملي الجبعي ، تلميذ الشهيد الثاني الذي كان