رتب الوالد ( رحمه الله ) مكان سكني في البياض ، فقد كان له فيها صديق هو محمد الشيخ محمود سليمان ( رحمه الله ) ، فاختار لنا بيت الحاج حسين يوسف ليكون سكني عندهم ، لأن داره واسعة وفيها غرفة إضافية ، يمكن أن يعطونا إياها بأجرة أو مجاناً ، وذهبنا إليه فقبل ( رحمه الله ) ورأينا الغرفة . وذهبنا في ذلك اليوم إلى صور وأخبرْنا السيد ( رحمه الله ) بموافقة الشيخ إبراهيم فسُرَّ بذلك ، وذهبنا إلى السوق فاشترى الوالد لي ملابس وبعض الأواني والأثاث ، ولم نجد الكتب ، فذهبنا إلى بيروت واشتريناها . عدنا إلى قرية البياض ورتبنا أسبابنا ، وذهبنا إلى الشيخ فأريناه الكتب فأقرها ، وقال لي : غداً نبدأ من هنا وأشار إلى أول قطر الندى ( الكلمة قول مفرد ) ومن هنا ، وأشار إلى أول كتاب الدر الثمين ، باب التقليد : يجب على مكلف أن يكون في عباداته ومعاملاته مقلداً أو مجتهداً أو محتاطاً . والدر الثمين رسالة فقهية للسيد الأمين ( رحمه الله ) بتعليقات السيد الحكيم ( رحمه الله ) . ودعني الوالد وأوصى بي أصحاب البيت ، وأوصاني ببعض الوصايا ، وعاد إلى قريتنا ، التي تبعد عنا بضعة عشر كيلو متراً . ومما أوصاني به ( رحمه الله ) أن أحترم أستاذي وأتأدب معه ، وأجلس بين يديه على ركبتي ، حتى إذا تعبت جلست متربعاً . وقال لي : أخدم الشيخ ولا تنتظر أن يأمرك أو يطلب منك ، فليس له أولاد فكن بمثابة ابنه . وأوصاني أن أدبر أموري بنفسي ولا ألقي بكلي على أحد ، وأن آخذ ما