أو يقبل أفكاراً متناقضة فيما بينها ، فيأخذ كل ما يسمعه أو يقرؤه بحجة أنها معلومات دينية ، فهو كالذي يأكل ما تصل إليه يده ، فيحشو به بطنه ! فعليك أن تدقق فيما تأكل لتعرف ماذا تحوي بطنك ، وتدقق فيما تغذي به عقلك ، فلا تقبل معلومة إلا بدليلها وشروطها ، فإن لم تستكمل الشرط فضعها في بقعة الإمكان . وهي بقعة واسعة لكنها احتمالات وليست علماً . 6 - عود نفسك التعمق ، ولا ترض بالنظرة السطحية ، فمن الكلمات الحكيمة : العلم بحر ، الغرق فيه في الشاطئ والنجاة فيه في اللجة . وكان أستاذنا السيد الصدر ( رحمه الله ) يقول لنا : مَرِّرْ المطلب على ذهنك عشر مرات ، فقد يأتيك ولو في المرة العاشرة إشكال عليه ، أو التفات إلى شئ ، وهذا هو العلم والتعمق . 7 - كنت محباً لدراسة الفلسفة ، ودرست شرح التجريد وقسماً من شرح منظومة السبزواري عند المرحوم السيد محمد جمال الهاشمي ( رحمه الله ) ، وأعجبت بكتاب أستاذنا السيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) ( فلسفتنا ) واستوعبته ودرسته مرات ، لكني كنت أعاني من سؤال كبير : حتى لو قلنا بعدم التعارض بين الفلسفة والدين ، فأيهما أحرى باتخاذه منبعاً للمعرفة والتفكير : الوحي ، أم نتاج تفكير رجال يونانيين ، كأرسطو وأفلاطون ؟ ومهما يكن ، فإني أنصح الطالب أن لا يدرس الفلسفة إلا بعد أن يتعمق في العقيدة والفكر الإسلامي ، ويكون بمستوى بحث الخارج على الأقل .