وقلت يوماً لأستاذنا السيد الصدر ( رحمه الله ) : اشتغلتَ بالفلسفة كثيراً وألفتَ كتاب فلسفتنا ، وكتاب الأسس المنطقية للإستقراء ، فماذا استفدت منها ؟ فأجاب : الإنسان عندما يعشق الفلسفة ويبدأ بدراستها ، يتصور أنها ستحل كل مشكلاته الفكرية ، ثم يتقدم فيها فيرى أنها لا تحل شيئاً منها ! قلت له : وأحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) هل تحل المشكلات الفكرية للطالب ؟ فتأمل وقال : نعم تحلها ، وهي التي تحلها . 8 - إن قناعة المتكلم والخطيب والواعظ والكاتب وروحيته ، هي التي تؤثر في الناس أكثر من فكره ومعلوماته التي يقدمها لهم ؟ ! لأن كلماته تحمل أجزاءً من روحه ، والمخاطَب يُحس بها ويراها ، ويرى نوع إيمانه بما يقوله ، فيؤثر ذلك فيه أكثر من المعادلات العقلية التي يتضمنها كلامه . وهذا يعني أن يقينك بأصول الدين وفروعه ، وقناعتك بمعلوماتك التي تقدمها للناس ، هي الأساس في تأثيرك فيهم . فإن كنت صاحب بصيرة ويقين فسيؤثر كلامك ، لكن اليقين ليس سلعة تشترى أو ثوباً يُلبس لِبساً ، بل غرسةٌ يغرسها الله تعالى في عقول عباده وقلوبهم ، فيرعاها بعضهم وينميها ، ويهملها آخرون فتذبل أو تيبس ! 9 - من تعابير النجفيين : فلانٌ معمم أفندي ، وفلانٌ أفندي معمم ! والأفندي كلمة تركية تشابه كلمة خواجة في مصر وبلاد الشام ، ومعناها الشخص العصري على الطريقة الغربية . والمعنى أن بعض الطلبة المعممين