والجواب : أن الحساب يوم القيامة أدق وأعمق وأعدل مما نتصور ، ومن المؤكد أن كثيراً من الذاتية في تطبيق الإسلام وفهمه ، لا يؤاخذ صاحبه عليه ، لأنه نتيجة طبيعية لصفاته التي لم يصنعها بيده . والله الحكيم العادل الذي أنزل الإسلام ، يعلم أن عباده أصحاب أفهام متعددة ، وأن صفاتهم الذاتية ستؤثر في التطبيق وفي فهم الدين . وهذا البحث يتصل ببحث القطع في أصول الفقه ، ومدى حجيته على صاحبه . و ببحث القصور والتقصير في الفقه ، في المقدمات والنتائج . 6 - من هم الأوعى : الحركيون أم التقليديون ؟ يهتم ( الواعون ) من طلبة الحوزة بالثقافة العامة ، فيقرؤون الكتب الفكرية العربية والمترجمة ، والمجلات الفكرية . ويهتمون بالسياسة بشكل عام ، فيستمعون الأخبار من وسائل الإعلام ، أو يقرؤون الجرائد . بينما لا يهتم عامة التقليديين بالثقافة العامة والسياسة إلا قليلاً ، ويركزون جهدهم على كتب الدراسة ، وعلى المصادر الإسلامية التقليدية . لهذا كان الحركيون أكثر اطلاعاً في الثقافة العامة والسياسة ، والتقليديون أكثر اطلاعاً على علوم الحوزة ، وسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) . لكن المقايسة الأهم إنما هي في وعي الإسلام وأسلوب العمل له ، فهل الذي يسلك طريق العمل السياسي للإسلام هو الأكثر وعياً ، أم الذي