أقول : أراد الإمام ( عليه السلام ) أن يوصل هؤلاء الثوريين إلى شرط العلم في القيادة وأنهم فاقدون لهذا الشرط ، لأن علمهم ظنون واحتمالات ورجمٌ بالغيب ! فلا يوجد هذا الشرط إلا في أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . ولكنهم لم يكونوا جادين في طلبهم للعلم ، ولو وصلوا إلى هذه النقطة ، لأقروا بأنهم حملة ظنون وأن العلم القطعي عند أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ولعرفوا أنهم جاؤوا إلى منبع العلم القطعي يطلبون منه أن يبايع أصحاب الظنون ! 4 - مقولة : لا تقليد في العقائد من المقولات التي يرددها الذين يريدون للمسلم أن لا يتقيد برأي مراجع الدين ، أنهم يقولون له : لا يجوز التقليد في أصول الدين . وهي مقولة صحيحة في أصول العقائد وكلياتها التي يتوصل إليها العقل البشري بفطرته وبدهياته ، كالاعتقاد بأصل وجود الله تعالى ، والحياة الآخرة ، ونبوة نبينا ( صلى الله عليه وآله ) ، فعلى كل إنسان أن يصل إليها بنفسه ، وبعملياته العقلية . أما تفاصيل هذه العقائد وحدودها وأحكامها ، كصفات الله تعالى وما يجوز عليه عز وجل وما لا يجوز ، وحدود عصمة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وحدود وجوب إطاعته ، وتفاصيل الموت والبرزخ ، والبعث والحساب ، والجنة والنار ، والعديد من أصول الإمامة وتفاصيلها ، والكثير الكثير من الإجابات على تساؤلات الإنسان في الشريعة والعقيدة . . فهذه لا تعرف إلا