5 - الاتجاه الثالث : العمل لتسلم السلطة بانقلاب عسكري ينبغي الإلفات هنا إلى أن السيد مهدي الحكيم ( رحمه الله ) تطورت قناعاته السياسية بعد انتقاله إلى بغداد ، فقد كان يشبه السيد الصدر ( رحمه الله ) في سرعة ذهنه ، وحيويته الفكرية ، وقابليته للتطور والتكيف ، وتقبله للفكرة الجديدة التي تنكشف له ، حتى لو كان يعتقد بخلافها . وقد اطلع ( رحمه الله ) على المجتمع البغدادي بأطيافه ، وأقام علاقات مع شخصياته المختلفة العلمائية والثقافية والاقتصادية والسياسية ، الشيعية منها والسنية . وتوصل إلى نتيجة أنه يجب الاستفادة من الطاقات المخلصة وهي كثيرة وموجودة في مختلف قطاعات المجتمع والبلاد ، بدل مقولة الدعوة التي هي مقولة أبي عصام : يجب أن نبني أمة داخل الأمة مهما طال الزمن ، حتى إذا اكتمل بناؤنا تحت الأرض ، خرجنا إلى الساحة السياسية . كان السيد مهدي ( رحمه الله ) يختلف مع أبي عصام ( رحمه الله ) في هذا الموضوع ، وينتقد عدم اهتمام الدعوة بهذه الطاقات ويقول : أنتم لا تعرفون كم عندنا من الكنوز والشخصيات الوطنية المخلصة ! إنهم أخيار أبرار مخلصون ، فلماذا لا تستفيدون منهم في إقامة الحكم الإسلامي الذي تريدونه ، أو الحكم المدني المتكافئ الذي يحقق العدالة أولاً ، ثم تتبعه خطوات ، وصولاً إلى الحكم الذي تريدونه ؟ !