كان رأيه ( رحمه الله ) أنا يجب أن نضغط على السلطة بكل الوسائل حتى تُعلن الحكم المدني وتطبقه ، وتُؤَمِّن حرية التعبير والإنتخابات ، وتضمن تداول السلطة بشكل سلمي . فإن أبت السلطة ذلك ، فلا بد من انقلاب يزيحها لأنها تكون عقبة أمام مصلحة البلد بكل فئاته . ولم يستطع السيد مهدي أن يقنع أبا عصام بفكرته ، فقد كان كالحنابلة متمسكاً بنظريته في المرحلة التغييرية ، وأنها بناء أمة مصغرة كاملة داخل الأمة ، وأنه لا يجوز الإنتقال إلى المرحلة السياسية ، إلا بعد استكمال مقومات هذه المرحلة ، ولو طال الزمان عشرات السنين ، ومئاتها ! أذكر أني سألت أستاذنا السيد الصدر ( رحمه الله ) في الكوفة سنة 1967 - 1387 عن هذه المرحلة التغييرية الطويلة التي تتبناها الدعوة وتؤكد عليها ، كم يقدر أنها تطول : فقال أقدر أنها تحتاج إلى مئة سنة ، وقال مرة : ثلاث مئة سنة ! وهذا يكشف عن تفكيره بل تفكير أبي عصام بأن هذه المرحلة هي الأساس في العمل التغييري ، وأنها بناء أمة متكاملة من الدعاة تحت الأرض ، فإذا تم ذلك خرجوا إلى السطح دفعة واحدة ، وأعلنوا عن وجودهم ، وتسلموا السلطة بكل يسر وسهولة ! ثم سمعت من السيد مهدي ( رحمه الله ) أن السيد الصدر ( رحمه الله ) اقتنع بفكرته عن الحكم المدني ، والإنقلاب إذا لزم الأمر ، وأنه حاول أن يقنع أبا عصام ( رحمه الله ) ويساعد السيد مهدي عليه لإقناعه ، فلم يقتنع !