إلى أمريكا ، وظل يحاول مدة في مكاتب خارجيتها ، لكي يعطى دوراً ما في الإدارة الأمريكية للعراق ! رحمك الله يا أبا عصام بعنفوانك اللافح من بادية النجف ، المحلق عن الضيم كعقاب زاغ من طلقة نار ، وبطموحك الحنبلي القوي لتغيير العالم ، وإقامة دولة الإسلام العالمية ، بدءاً من العراق وحتى آخر بلد مسلم . . ماذا ستقول لو رأيت أن دعوتك الإسلامية صارت : الدعوة العلمانية ؟ وأن من سلم من سيف صدام من الأمة التي ربيتها تحت الأرض ، لم يوصلها إلى الشراكة في الحكم إلا فتوى من مرجعية تقليدية ، بأنه يجوز لها المشاركة في حكم علماني تحت نفوذ أمريكي ، فدخلت من بابها ، وجَمَّدَت كل مشروعها وكل مراحلها وجميع تنظيراتها ، إلى يوم يبعثون ! إن في هذه الأحداث لعبرةً للذين يريدون العمل لإقامة حكم الإسلام ، بأن عليهم أن يؤمِّنوا أولاً شرعية العمل والقيادة ، وأن تكون قيادتهم ظاهرة معروفة للناس ، وأن يكون تنظيمهم فوق الأرض ، وأن تكون مراحل عملهم واقعية مفصلة لمجتمعهم ، لا خيالية لمجتمع في السماء ! * *