7 - العلاقة الجدلية بين التدين والفهم كلما تأملت في أمر التدين وحالة الناس فيه ، وجدت أن المعادلة التالية صحيحة مئةً بالمئة ، وهي : أن التدين هو الفهم ، وعدم التدين عدم الفهم ، ونقص التدين نقص الفهم ! وقد ناقشني بعض الأفاضل في عمومها ، وجاء بأمثلة لمن يفهم وهو غير متدين ، فأثبتتُ له أنه إنما أتيَ من عدم فهمه أو من نقص فهمه ! ذلك أن وراء فعل الإنسان لشئ أو تركه له ، معادلةً فكرية ، تُريه أن من مصلحته أن يفعل أو يترك . وحتى الأفعال الغريزية يجب تفسيرها بالفهم ، فما دام فيها إرادة فهي تستند إلى معادلة كلية اتخذ قرارها صاحبها وترك لغريزته أن تعمل بها . وعليه فإن عملك لتقويم سلوك إنسان ، يتلخص بأن تغير المعادلة التي عمل بها ، وتقنعه بمعادلة صحيحة نظرياً وعملياً ! وهناك معادلات لأفعالنا في كل عملٍ ، ومنها ما يشمل كل أعمالنا كالمعادلة التي تُدخل في حسابنا الحياة الآخرة والثواب والعقاب ، فهي تقوم على فهم الإنسان للأفق الأوسع لمصلحته ، بينما المعادلة التي تحذف ذلك من حسابه تقوم على حصر وجوده في دنياه ، وهذا نقص في فهمه ! وكذلك المعادلة التي تقول : إن تدبير ربي لي خيرٌ من تدبيري لنفسي ، وإن