الحكم الشرعي تدبير رباني ، فهي حقيقة تحتاج إلى فهم نافذ . ويقابلها أن أرجح ، نظرياً أو عملياً ، تدبيري لنفسي على تدبير ربي ! وقد عبر عن ذلك النبي ( صلى الله عليه وآله ) في قوله لعلي ( عليه السلام ) : « يا علي إنك باق بعدي ومبتلى بأمتي ومخاصم بين يدي الله ، فأعدد للخصومة جواباً ، فقلت : بأبي وأمي أنت بين لي ما هذه الفتنة التي أبتلى بها وعلى ما أجاهد بعدك ؟ فقال لي : إنك ستقاتل بعدي الناكثة والقاسطة والمارقة ، وحلاهم وسماهم رجلاً رجلاً ، وتجاهد من أمتي كل من خالف القرآن وسنتي من يعمل في الدين بالرأي ، ولا رأي في الدين ، إنما هو أمرُ الرب ونهيه ! فقلت : يا رسول الله فأرشدني إلى الفلح عند الخصومة يوم القيامة ، فقال : نعم . إذا كان ذلك كذلك فاقتصر على الهدى ، إذا قومك عطفوا الهدى على الهوى ، وعطفوا القرآن على الرأي ، فتأولوه برأيهم بتتبع الحجج من القرآن لمشتهيات الأشياء الطارية عند الطمأنينة إلى الدنيا ، فاعطف أنت الرأي على القرآن . وإذا قومك حرفوا الكلمَ عن مواضعه عند الأهوال الساهية ، والأمراء الطامحة ، والقادة الناكثة ، والفرقة القاسطة ، والأخرى المارقة ، أهل الإفك المردي والهوى المطغي ، والشبهة الخالفة ، فلا تنكلن عن فضل العاقبة ، فإن العاقبة للمتقين » . ( الإحتجاج : 1 / 289 ، والدر المنثور : 6 / 407 ، ومجمع الزائد : 1 / 180 ) .