نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 18
< فهرس الموضوعات > انحطاط البشرية < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > التفكير في الذنب < / فهرس الموضوعات > فالجري وراء الميول النفسية التي تخالف القوانين الكونية والصحية والاجتماعية ممنوع في القانون الإسلامي . والجانب الأكبر من الذنوب في الإسلام عبارة عن تنفيذ هذه الرغبات اللا مشروعة . يعتبر الانتحار بجميع صوره ذنباً في الاسلام ، سواء كان برمي الانسان نفسه من شاهق ، أو الإلقاء في الماء ، أو شرب السم ، أو غير ذلك . وكذا الإضرار بالنفس والإلقاء باليد إلى التهلكة يعتبر ذنباً ، والصوم الواجب إن كان مضراً بصحة الإنسان فلا يسقط وجوبه فقط بل يعتبر محرماً . وهكذا الذنوب الاجتماعية والإخلال بالأمن والنظام والتجاوز على أموال الآخرين ونفوسهم وأعراضهم . . . وبصورة موجزة فإن كل الميول المنافية لسعادة المجتمع ممنوعة ، وارتكابها يعد ذنباً وإجراماً . إنحطاط البشرية : وهنا لا بد من الانتباه إلى نكتة مهمة ، وهي أن الذنب - بغض النظر عن الأخطار إلي يتضمنها في الإخلال بالنظام العام الإضرار بالمصالح الفردية والاجتماعية - هو أهم عوامل انحطاط البشرية وتقهقرها . فالمذنبون ليسوا متمتعين بالمزايا الانسانية الشريفة والكمالات المعنوية ، فإن ظلمة الذنب تصير حجاباً يخفي نورانية القلب وصفاء الباطن . والمجرم قبل أن يلحق الضرر بالمجتمع أو بنفسه ، يعمل على انهيار شخصيته ويكبت الروح الخيرة في أعماقه . فعلى من يرغب في الفضائل الانسانية ويحب الكمال والتعالي الروحي أن ينزه نفسه عن ظلمة الذنب والإجرام . يقل الإمام علي ( ع ) : « من أحب المكارم إجتنب المحارم » [1] . وفي حديث آخر عنه ( ع ) : « من ترك الشهوات كان حراً » [2] . التفكير في الذنب : إن الاسلام يخطو خطوة أوسع في هذا المجال ، ويقول بأن الانسان