ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ( 124 ) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ( 125 ) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ( 126 ) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآْخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ( [ طه / 125 - 128 ] . فيا أيها المسلمون المؤمنون لا تعرضوا أنفسكم لسخط الله وشدة عذابه في الدارين بسبب الإسراف والإصرار عليه في عدة موارد ومنها الإسراف في الأعراس كما ترى كثيراً من الناس يسرفون إسرافاً فاحشاً في الأعراس ويقيمون في هذه المناسبة حفلات خلاعية ماجنة ينفقون عليها الكثير من المال بالمئات أو الألوف أو الملايين وأكثره في الحرام كالرقص والأغاني وشرب الخمور وما شاكل ذلك ، وبالأثناء يعرّضون أعراضهم من نساءهم وبناتهم للأجانب مزينة بأنواع الزينة المغرية كما هو مشاهد في بلاد المسلمين وممن يدعي الإسلام ، وهذا الداء قد جاءنا من المستعمرين في دول الشرق والغرب وسار عليه الكثير من الحكام الطغاة الذين استولوا على المسلمين وأموالهم وسيطروا عليهم واخذوا يعبثون بتلك الأموال كيف شاءوا وشاءت أهواؤهم . فالحذر من هذه الأدواء المهلكة : ( وَلا تُفْسِدُوا فِي الأْرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ ( [ الأعراف / 57 ] . الاستشفاء التفصيلي بقوله تعالى : ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (