الإسراف في القرآن وقد ذكر الله تعالى الإسراف بمادته في القرآن المجيد في 23 مورداً ، والذي يستفاد من موضوع تلك الموارد ان الإسراف بأي شئ كان وكيفما كان فهو مذموم ، ولا سيما الإسراف في الموارد المحرمة الذي يسبب عدم هدايتهم الخاصة من الله كما قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ( [ غافر / 29 ] ، كما يسبب إضلالهم أيضاً قال تعالى : ( كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ ( [ المؤمن أو غافر / 35 ] ، وأخيراً قد يسبب إهلاكهم والانتقام منهم كما قال تعالى : ( وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ( [ الأنبياء / 10 ] ، وقال تعالى : ( لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ( 33 ) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ( [ الذاريات / 34 - 35 ] ، ويصف القرآن المتعالين والمتكبرين والطغاة والحكام الذين لا يحكمون بحكم الله يصفهم بأنهم مسرفون مثل قوله تعالى في فرعون الذي أسرف في ظلمه لبني إسرائيل ، قال تعالى : ( وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ( 30 ) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنْ الْمُسْرِفِينَ ( [ الدخان / 31 ] ، وينهى عن إطاعتهم بقوله تعالى : ( وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ( [ الشعراء / 152 ] ، إلى غير ذلك من الآيات التي تذكر الإسراف وعاقبة أهله الوخيمة السيئة المسببة للانتقام والعذاب في الدنيا والآخرة وانه من صفات الظالمين والمتعالين . فعلينا إذن كمسلمين ان نحذر الإسراف تبعاً لتعاليم ربنا ونبينا وأهل بيته الهداة ولا نتبع الظالمين والمجرمين الذين أسرفوا بكل ما للإسراف من معنى ، الذين إذا اتّبعْناهم معرضين عن الحق وأهله نكون معهم مُعَرِّضين أنفسنا إلى العذاب في الدارين قال تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ