عن الإسراف من المفاسد والمضار الشخصية والمنزلية والقومية ، قال الإمام الصادق ( ص ) في حديث له طويل من جملته : انما الإسراف فيما أفسد المال وأضر بالبدن [1] . فعلى الإنسان ان يكون مقتصداً معتدلاً فيما ينفقه من المال في مطلق الزينة وعموم الأكل والشرب في سائر ما ينفقه ، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ( [ الفرقان / 68 ] ، ومن هنا جاء في حديث أبان بن تغلب انه قال : قال أبو عبد الله الصادق ( ع ) : أترى الله أعطى من أعطى من كرامته عليه ؟ أو منع من منع من هوانٍ له عليه ؟ لا ، ولكن المال مال الله يضعه عند الرجل ودائع وجوّز لهم ان يأكلوا قصداً ويشربوا قصداً ويلبسوا قصداً وينكحوا قصداً ويركبوا قصداً ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين ويلموا به شعثهم ، فمن فعل ذلك كان ما يأكل حلالاً ويشرب حلالاً ويركب حلالاً وينكح حلالاً ومن تعدى ذلك كان عليه حراماً ، ثم قال : ( وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ( ، ثم قال ( ع ) : أترى الله ائتمن على مالٍ خوله - أي أعطاه تفضلاً - أنْ يشتري به فرساً بعشرة آلاف درهم ويجزيه فرس بعشرين درهماً ، ويشتري جارية بألف دينار ويجزيه جارية بعشرين ديناراً ، وقال : ( وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ( [2] . وقد جاء هذا النص : ( وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ( مكرراً في سورتي ( الأنعام / 142 ) و ( الأعراف / 32 ) التي هي موضع البحث .
[1] ( الميزان ) ج 8 ص 94 نقلاً عن الكافي . [2] ( تفسير العياشي ) ج 2 ص 13 و ( البرهان ) ج 2 ص 10 ، و ( البحار ) ج 15 ص 216 و ( الصافي ) ج 1 ص 573 و ( الميزان ) ج 8 ص 93 .