نام کتاب : الخير والبركة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 28
بِحَسَن ، ولَم يَنهَكَ إلاّ عَن قَبيح " . ( 1 ) الواجبات الدينيّة ما هي في الحقيقة إلاّ دعوة لتطبيق المكارم وتحقيق الخيرات ، والمحرّمات الدينيّة ما هي في حقيقتها إلاّ زجر عن السيّئات والمآثم . من هذه الزاوية ، يقول الإمام عليّ ( عليه السلام ) : " لَو لَم يَنْهَ اللهُ عَن مَحارِمِهِ لَوَجَبَ أن يَجتَنِبَهَا العاقِلُ " . ( 2 ) على هذا الأساس ، يتبيّن أنّ لمحكمة الوجدان القدرة على الفصل في بعض المواضع بصحّة الأحاديث الدائرة حيال الضوابط الإسلاميّة أو زيفها ، ومدى صحّة انتسابها إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أو إلى أهل بيته ، علاوة على أهليّتها في تشخيص الحَسن والقبيح ، ودورها الأساسي في تمييز الخير والشرّ . مردّ ذلك أنّه لا يصدر عن اُولئك المكرّمين قطعاً ما يتنافى مع منطق العقل والفطرة . ولذا جاء في الحديث عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قوله : " إذا سَمِعتُمُ الحَديثَ عَنّي تَعرِفُهُ قُلوبُكُم وتَلينُ لَهُ أشعارُكُم وأبشارُكُم ، وتَرَونَ أنَّهُ مِنكُم قَريبٌ فَأَنَا أولاكُم بِهِ ، وإذا سَمِعتُمُ الحَديثَ عَنّي تُنكِرُهُ قُلُوبُكُم وتَنفِرُ مِنهُ أشعارُكُم وأبشارُكُم ، وتَرَونَ أنَّهُ بَعيدٌ عَنكُم فَأَنَا أبعَدُكُم مِنهُ " . ( 3 ) حاجة العقل والفطرة إلى الوحي ثمّ نقطة على غاية قصوى من الأهمية وتستحقّ الكثير من الدقّة ، تتمثّل في أنّ العقل والفطرة غير قادرين على تشخيص موارد الخير والشرّ ومصاديقهما كافّة ؛
1 . نهج البلاغة : الكتاب 31 . 2 . غرر الحكم : ح 7595 . 3 . مسند أحمد : 9 / 154 / 23667 و 5 / 434 / 16058 ، كما رُوي مثلهما عن أبي حميد وأبي سعيد ؛ كنز العمّال : 1 / 178 / 902 .
28
نام کتاب : الخير والبركة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 28