نام کتاب : الخير والبركة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 27
< فهرس الموضوعات > قيمة رأي الناس إزاء حكم الوجدان < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > تقويم الأحاديث في محكمة الوجدان < / فهرس الموضوعات > وفي نصّ روائي آخر عنه ( صلى الله عليه وآله ) : " البِرُّ مَا اطمَأَنَّ إلَيهِ القَلبُ وَاطمَأَنَّت إلَيهِ النَّفسُ ، وَالإِثمُ ما حاكَ فِي القَلبِ وتَرَدَّدَ فِي الصَّدرِ وإن أفتاكَ النّاسُ " . ( 1 ) فالفطرة السليمة لا تكتفي بتمييز فعل الخير وتحديد البرّ وحسب ، بل تبعث في النفس إحساساً بالطمأنينة ينشأ من إنجاز ذلك الفعل ، على حين تراها غير مستقرّة عندما تتلوَّث باجتراح الإثم ومزاولة فعل الشرّ . ( 2 ) بناءً على هذا ، يعدّ سكون النفس في مواضع الشبهة علامة على الخير والبرّ ، في حين يحكي اضطرابها وعدم سكونها واستقرارها عن الشرّ والإثم . قيمة رأي الناس إزاء حُكم الوجدان ما يلفت النظر أنّ عدداً من الروايات يؤكّد أنّه لا قيمة تُذكر لرأي الناس إزاء حكم الوجدان وما يقضي به . ( 3 ) فإذا ما أعلن وجدان الإنسان كلمته بصحّة فعل معيّن وشهد بسلامته ، فلا يحقّ للإنسان أن يغضّ الطرف عن ذلك الفعل ويطوي عنه كشحاً بذريعة أنّ الناس لا ترتضيه . في المقابل إذا ما شخّص الوجدان عدم صحّة فعل معيّن فلا يجوز للإنسان أن يجترحه بحجّة أنّ الناس ترتضيه . تقويم الأحاديث في محكمة الوجدان تتطابق أحكام الإسلام أساساً مع منطق العقل والفطرة ، وتتوافق معهما تماماً ، وهي إلى ذلك تنسجم مع احتياجات الإنسان الواقعية ومتطلّباته الفطرية . يقول الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) في هذا السياق : " إنَّهُ لَم يَأمُركَ إلاّ
1 . راجع : ح 11 . 2 . راجع : ص 44 ( سهولة فعل الخير ) . 3 . راجع : ح 5 و 8 و 11 .
27
نام کتاب : الخير والبركة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 27