responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الفخرية نویسنده : بهاء الدين المنشئ الأربلي    جلد : 1  صفحه : 48


وأوجداني جدة فنيت بها آمالي ، فأنا أملي في مدحهما الأمالي ، وأرصّع تيجان شرفهما من درر أفكاري ، بالجواهر واللآلي : فابلغا أكمل السعادة في ظل العلى وابقيا أتم البقاء أنتما ذاك الذي أخبر القرآن عنه في دوحة علياء أصلها ثابتٌ كما ذكر الله تعالى وفرعها في السماء .
وكان من منتهما التي أكرر صفاتها وأرددها ، ونعمهما التي أعد منها ولا أعددها ، أن عرفت في خدمتهما الملك المعظم الكبير فخر الدولة والدين جمال الإسلام والمسلمين مفخر الزمان منوجهر بن أبي الكرم الهمذاني ، أسبغ الله ظله وأعلى محله ، فجلوت بمعرفته صدأ القلب والعين وأحللته مني في الأسودين ، وعقدت في محبته خنصري وأفضيت إليه بعجري وبجري ، ورأيته مهذب الأخلاق كريمها ، جميل الغرة وسيمها ، لو جسد العقل لكان إياه ، أو مني السداد لما تعداه ، حسن الصمت حلو الحديث جامعاً بين الشرف القديم والمجد الحديث ، قد أضاف إلى الكرم الطريف الكرم التالد ، وأشبه أباه في الفضل فقيل : هذا الولد من ذلك الوالد ، جمع الله به أشتات المناقب وأحسن إليه في المبادي والعواقب .
ولما أحكمت الأيام في حكمته عهود الوداد ، وحصل من طول الصحبة حسن الاتحاد ، طلب أن أجمع له مجموعاً مشتملاً على معان من الأشعار ولمع من محاسن الأخبار ، ليشرفه بمطالعته ، وينوب عن حضوري إذا غبت عن خدمته ، ويكون كالمذكر بعهدي والمنبه على حفظ ودي ، وإن كانت عهوده ، جمل الله ببقائه ، محفوظة على الدوام ، مصونة مع تصرف الأيام ، لأن من حل محله من النبل كان مثله من أهل الفضل فهو إلى أعلى رتب المجد راق ، وعلى عهوده في كل حال باق ، فلبيت دعوته حيث ناداني ، ومريت خلف القريحة فدر وأتاني .

48

نام کتاب : التذكرة الفخرية نویسنده : بهاء الدين المنشئ الأربلي    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست