responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الفخرية نویسنده : بهاء الدين المنشئ الأربلي    جلد : 1  صفحه : 47


فأما الآن فهذه شريعة قد نسخت وسنّة قد مسخت وقاعدة قد درست وطريقة قد طَمست وطُمست ومذهب قد ذهب ضياعاً وتفرق شعاعاً وهجر فلا يرى عياناً ولا يسمع سماعاً ، وبناءٌ دعا بالرجل مشيدوه فوهى وتداعى ، فالنسيان أولى بالإنسان واطراح هذه الأمور أشبه بالحال في هذا الزمان .
وحيث وصلتُ بغداد في شهر الله الأصم رجب سنة ستين وستمائة إلى خدمة المولى الصاحب الأعظم سلطان وزراء العالم علاء الحق والدين صاحب الديوان عطا ملك بن المولى الصاحب السعيد الشهيد بهاء الدين محمد الجويني ، أعز الله نصره . وأعلى على الأقدار قدره ، وانتظمتُ في سلك أتباعه ، وعددت من حواشيه وأشياعه ، وغمرت بأياديه ، وسالت عليّ شعاب واديه ، وعمّتني مبرته ، ووجدت اليمن حين لاحت لي غرته ، وأهلّني لكتابة الإنشاء ، وأسبغ علي ملابس النعم والآلاء ، وجدته كريماً في نفسه ، مهذباً في خلقه ، تاماً في خلقه ، قد جمع إلى شرف نفسه شرف نسبه ، وإلى طيب أخلاقه طهارة أعراقه ، وإلى كرم مولده كرم محتده ، فهو وأخوه المولى الصاحب الأعظم سلطان وزراء العالم شمس الحق والدين محمد ، أعز الله نصرته ، وأدام قدرته ، إنساناً عيني الزمان ونيراً فلك الإنعام والإحسان ، قد بذلا الرغائب ، وأظهرا في اصطناع المعروف العجائب ، وجادا فالماء جامدٌ والتبر ذائب :
وكذا الكريم إذا أقامَ ببلدة * سالَ النضارُ بها وقامَ الماءُ لا زالت دولتهما باقية على الدوام والاستمرار وإيالتهما مؤيدة بمعاونة الأقضية والأقدار فإنهما مدا بضبعي وسقيا غرسي فأينع أصلي وفرعي ونفعا جدي فأجادا نفعي فحالي بإقبالهما حالي ، وقد نما بهما جاهي ومالي ،

47

نام کتاب : التذكرة الفخرية نویسنده : بهاء الدين المنشئ الأربلي    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست